السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السنة ان تكتب جملة (صلى الله عليه وسلم) كاملة , لأنها دعاء والدعاء
عبادة كالنطق بها , والرمز لها بحرف (ص) أو (صلعم) ليس دعاء ولا عبادة
سواء كان قولا أو كتابة , لم يكن هذا الرمز معمولا به في القرون الثلاثة
التي شهد لها النبي > بالخيرية
==========================================
من فتاوى ومقالات لابن باز رحمه الله
وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في . الصلوات في
التشهد ، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار ، وبعد الأذان وعند دخول
المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى ، فهي تتأكد عند كتابة اسمه
في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك لما تقدم من الأدلة .
والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقا لما أمرنا الله تعالى به ، وليتذكرها
القارئ عند مروره عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على
رسول الله على كلمة ( ص ) أو ( صلعم ) وما أشبهها من الرموز التي قد
يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين ، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه
وتعالى في كتابه العزيز بقوله : صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة ( صلى الله
عليه وسلم ) كاملة .
وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه .
فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في
النوع الخامس والعشرين من كتابه : ( الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده )
قال ما نصه : التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم عند ذكره ، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك
من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ، ومن أغفل ذلك فقد حرم
حظا عظيما . وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء
يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية . ولا يقتصر فيه على ما
في الأصل .
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر
اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى ، وما ضاهى ذلك . إلى أن قال : ( ثم ليتجنب
في إثباتها نقصين : أحدهما : أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين أو
نحو ذلك ، والثاني : أن يكتبها منقوصة معنى بألا يكتب ( وسلم ) .
وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث ،
وكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ولا أكتب ( وسلم ) فرأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : ما لك لا تتم الصلاة علي؟
قال : فما كتبت بعد ذلك صلى الله عليه إلا كتبت ( وسلم ) . . . إلى أن قال
ابن الصلاح : قلت ويكره أيضا الاقتصار على قوله : ( عليه السلام ) والله
أعلم . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا .
وقال
العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه ( فتح المغيث شرح ألفية الحديث
للعراقي ) ما نصه : ( واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها ) أي الصلاة والسلام
على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو
ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله ( الكتاني ) والجهلة من أبناء العجم
غالبا وعوام الطلبة ، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم ( ص ) أو ( صم )
أو ( صلعم ) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى ) .
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه ( تدريب الراوي في شرح تقريب
النواوي ) : ( ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت
فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا إلى أن قال : ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف
أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بلى يكتبهما بكمالها ) انتهى المقصود من كلامه
رحمه الله تعالى ملخصا .
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره
وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما
فيه رضاه ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .