مرحباً بالشتاء
" الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه"
قال تعالى : ( أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ
بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ
مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ
بِالأَ بصَارِ ) [النور:43]
تتعاقب الفصول على الناس والمؤمن الحق من وقف مع هذه النعمة وتدبرها حق التدبر وشكر الله لأجلها قولا وعملا .
لم ترد كلمة الشتاء في القرآن الكريم سوى مرةً واحدة وذلك في قوله تعالى : ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ) .
قال عمر رضي الله عنه : ( الشتاء غنيمة العابدين ) .
وقال أبن مسعود: ( مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام ).
نفس الشتاء
قال رسول: ( أشتكت النار إلى ربها فقالت : يارب أكل بعضي بعضًا فأذن لي
بنفسين ، نفس الشتاء ونفس في الصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما
تجدون من الزمهرير ) متفق عليه .
* والمراد بالزمهرير شدة البرد .
قال أبن رجب : فإن شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم .
وهذا مايوجب الخوف والأستعاذة منها ، فأهل الأيمان كل ما هنا من نعيم
وجحيم يذكرهم بما هناك من النعيم والجحيم حتى و أن شعرالقوم بالبرد القارس
فيدفعهم هذا إلى تذكر زمهرير جهنم ، ويوجب لهم الاستعاذة منها ، ويذكرهم
بالجنة التي يصف الله عزوجل أهلها فيقول عزوجل ( مُتَّكِئِينَ فِيهَا
عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً )
[الأنسان:13]قال أبن رجب : فنفى عنهم شدة الحر والبرد .
قال قتادة : علم الله أن شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعاً .
فيدفعهم هذا الى النصب والى التهجد فكل ما في الدنيا يذكرهم بالأخرة .