البيض تتحصّن ضدّ الفيضانات
06 مليارا لترويض وادي الدفّة
جيلالي بلواسع 06-09-2012
الجهود متواصلة للسلطات المعنية والمختصة بالبيض على جميع الأصعدة منذ الفيضانات الأخيرة التي ضربت عاصمة الولاية خلال الفاتح أكتوبر من السنة المنقضية (2011 ) حيث حققت جزءا هاما من إزالة ومحو أثار نكبة الأمطار الطوفانية التي داهمت المنطقة وخلفت خسائر في الأرواح (12 قتيلا) والممتلكات العامة والخاصة ..
وقد تجسّدت إجراءات واسعة النطاق على مستوى وضعية وادي "الدفة" بقلب مدينة البيض الذي تسبب في حدوث الكارثة بالوسط الحضري وكانت عواقبها وخيمة حيث قامت مديرية الموارد المائية بالسهر على تصليح الشبكات الرئيسية الخاصة بمياه الشروب والصرف الصحي والتطهير وكذلك تنظيف وتسريح القنوات الرئيسة من الأوحال،الأتربة لصرف مياه الأمطار..
نتائج هذه الإجراءات تمكن من منع تسرب المياه إلى داخل المحيط الحضري حيث خصصت لهذه العملية حوالي 60 مليار سنتيم (المبلغ غير مدقق) وفي هذا الإطار كذلك أبرمت المديرية اتفاقية مع الديوان الوطني للسقي والصرف انطلقت من خلالها عملية أخرى هامة خلال رمضان المنصرم شملت تنقية وتطهير وادي الدفة من جميع بقايا السيول كإزالة الروائح الكريهة جراء بقاء المياه الراكدة منذ الفيضانات الأخيرة ومراعاة كافة المخلفات لاسيما القضاء على الحشرات الضارة التي تكثر بالوادي ..
كل هذه الإجراءات الميدانية والعمليات الهادفة لحماية السكان من أي كوارث أخرى خاصة خلال هذا الموسم الذي يعرف بتهاطل الأمطار.
❊ التعجيل بدراسة علمية
وفي سياق مهم تسارع مديرية الموارد المائية إلى تحيين دراسة علمية لوادي " الدفة" لاختيار مكتب دراسات مؤهل حيث نشرت إعلانا ثلاث مرات في الصحف الوطنية لاختيار مكتب دراسي بالمواصفات المطلوبة نظرا لخصوصيات تدفق السيول بوادي الدفة وعمدت المديرية المعنية وفق دفتر الشروط إلى إجراءات الاعتماد للإسراع في إنجاز الدراسة الشاملة لتحيين الدراسة السابقة تأخذ بعين الإعتبار تدفق السيول القوية والتي لم يسبق لها مثيل كالتي حدثت السنة الماضية بالبيض على مدار حوالي قرن و39 سنة حسب مصادرنا المختصة.
وللتذكير وفي أعقاب فيضانات 2011 شرح أحد خبراء الري للجريدة خصوصيات ومميزات الوادي الكبير الذي يعبر عاصمة الولاية المسمى بـوادي "الدفة "الذي خلف خسائر في الأرواح وخسائر مادية معتبرة مست معظم القطاعات الحساسة منها قطاع الري وقطاع الأشغال العمومية..
حيث أشار أن وادي البيض ( الدفة ) يقسم المنطقة إلى قسمين الجهة الشمالية والجنوبية يتراوح عرضه من 16 م إلى 38 م وارتفاعه 6 م يمتد على مسافة 2611 م أما المسافة الطولية المحاذية لمدينة البيض فهي 3كم .
مياه الفيضانات التي تدفقت بالوادي خلال 1 أكتوبر 2011 فاقت مسافة الإرتفاع المعتادة والمعتمدة (6م ) بحوالي مرتين أي تقدر بزيادة 5 م أصبح ارتفاع الماء بالوادي 11 م..
مما أوقع الكارثة على البنايات والسكنات المحاذية وبالمقابل بأن الدراسة العلمية المعتمدة التي أنجزت خلال سنة 2003 تشير بأن كمية المياه تقدر بـ 266 مكعب في الثانية (266 م3) ووصلت خلال 1 أكتوبر 2011 إلى ذروة غير مسبوقة 450 متر مكعب في الثانية أي بزيادة ضعف المقدار سالف الذكر وهذه النتائج أعتمدت أو سجلت على مستوى محطتين هدرومتريتين الخاصة بالأودية منها وادي سيدي الناصر على بعد حوالي 55 كم على قرب من حدود ولاية الأغواط والوادي الثاني بسيدي أمحمد بن أمعمر130 كم جنوب غرب عاصمة الولاية أي على تراب الأبيض سيدي الشيخ ..
وتجدر الإشارة إلى أن تأسيس أو نشأة المحطتين السالفتين يعود إلى سنة 1872 م من قبل خبراء فرنسيين نتائج هاتين المحطتين أخذت بعين الاعتبار منذ سنة التأسيس إلى سنة 1998 م على امتداد قرن وخمسة أعوام (105سنة)..
ومن جهة أخرى أوضح محدثنا بان الدراسة هذه التي خصت وضعية الوادي تمت من قبل مكتب الدراسات "سايتي "بالجزائر العاصمة حيث قام بدراسة معمقة للوادي تخص تصاميم الجدران والحواجز المائية لحماية السكان المحاذين لحواف او ضفاف الوادي حيث أعتمدت هذه الدراسة منذ سنة 2003 م من طرف CTH الهيئة التقنية للمنشأت الري بتلمسان ..
وكذا الشركة الوطنية لدراسات هياكل الري SATI حيث توصلت الدراسة إلى قياس منسوب مياه الأمطار الطوفانية المشار بـ 264 م مكعب في الثانية نتج عنه مساحة مغمورة بعرض 12 م وطول 4.5 م.
❊ منع السكن على الضفاف
من أجل الإحتياطات وحفاظا على الساكنة المحاذية للوادي أنجزت السلطات بالقطاع خلال السنوات الماضية جدران على حوافه بعرض يتراوح مابين 16 م إلى 38 م وعلى ارتفاع 6 م ...
أما عن خطورة تدفق الأودية أو التي تصب بالمجرى الرئيسي لوادي " الدفة " أربعة أودية معروفة بالجهة منها وادي الحوض الواقع على بعد حوالي 10 كم شمال البيض عاصمة الولاية الوادي الثاني المسمى بالصفي يبعد بحوالي 7 كم جنوب شرق البيض والوادي الثالث ذراع الأحمر 6 كم عن عاصمة الولاية جنوب غربها أما الوادي الرابع فيسمى ثنية أولاد مومن 5 كم شرق جنوب مدينة البيض ..
حيث يضاف إلى دراسة الوادي سنة 2003 أن محيطه يقدر بـ 50 كم ومساحته 130 كم مربع والخط الأساسي الرأسي للوادي 19 كم وهذا الأخير من خلال الأودية التي تصب وتتجمع فيه تصنع المياه قوة جارفة كبيرة تسببت في جرف الأتربة والأوحال والحجارة نحو الوسط الحضري...
والسواد الأعظم هو أن كون مجرى المياه ينطلق من منحدرات بعيدة من أعالي الجبال مثل جبل كسال وجبل الثنية وجبل بودرقة الذي يفوق علوه حوالي 300 م ...
وتجدر الإشارة بأن هناك انحدار قوي حاد 11.4بالمائة بينما داخل المدينة بالوسط الحضري 0.66 بالمائة (بالألف)...
لذا كان تدفق المياه بقوة تسببت في الخسائر السالفة الذكر.. ومن اهم الإجراءات والجهود أصدرت السلطات الوصية قرارا لمنع العمران على ضفاف وادي الدفة وسارعت بهدم أكثر من حوالي 350 مسكن (الرقم غير نهائي) بعد ترحيل العائلات المتضررة إلى سكنات جديدة حسب ما أكده في وقت سابق مسؤول من البيض مضيفا بان السلطات الولائية منها الوالي السيد صمودي سليم اشرف على عملية ترحيل وإسكان حوالي 600 عائلة منكوبة عبر 5 مراحل وللتذكير فإن السكان والسلطات المعنية قد استخلصوا العبر من الأمطار الطوفانية التي ضربت البيض التي لم تشهدها منذ 139 سنة حسب المختصين.