لأمطار تنعش مراعي الساورة والبيض
حركة دؤوبة للقطعان والموالين
ج. بلواسع31-10-2012
تدفق كبير تعرفه منذ الأسبوع الماضي معظم المناطق الجنوبية للموالين جاؤوا من معظم الولايات السهبية منها ولاية الجلفة ،الأغواط ،النعامة ،البيض..يتنقل أغلبهم مشيا على الأقدام برفقة زمر من قطعانهم نحو جل المراعي الجنوبية تحديدا مناطق ولاية البيض ووادي الناموس وبشار هذه الهجرة الجماعية للموالين أتت مباشرة في أعقاب الأمطار الطوفانية التي اجتاحت الجهة على غرار المناطق الأخرى بالجنوب لذا تشهد مناطق ولاية البيض ـ المضيافة ـ حركة غير عادية بسبب توافد هؤلاء الموالين برفقة مواشيهم التي تقدر بالآلاف .ويقول أحد كبار الموالين (ح.ع) .."
بأن بشرى هذه الأمطار التي تساقطت الأسبوع الماضي تعد أكبر حدث تزامنت مع حلول عيد الأضحى المبارك تركتنا نعيش لحظات مفرحة أثلجت صدورنا ومن جهة أخرى أزالت دهشة الجفاف ولقد ضاقت السبل بنا بعدة مناطق ومن خلال الأمطار نظمنا هجرتنا نحو الجنوب الذي شهد هذه الأيام غيثا نافعا للمراعي وراحتنا إلا ما تجود به السماء نتنقل أين ما وجد العشب عل خريطة البلاد خاصة هجرتنا نحو مراعي البيض المعروفة سنويا ..."
وفي سياق مهم بان كمية الأمطار التي تساقطت على الصحاري أي على المراعي الجنوب الكبير ستساهم بقدر كبير في عودة الاخضرار على وجه الطبيعة المتمثل في العشب الذي يعد محل بحث الموالين كل سنة من خلال ترحالهم على ضرورة استقرارهم وتوفر الكلأ لقطعانهم المتمثل في النباتات الطبيعية التي تعتبر كبديل عن الأعلاف وهي محل بحث من قبل كافة مربي وموالي الولايات السهبية خلال موسم الخريف لذا تشهد شبكة طرقات مناطق ولاية البيض توافد غير مسبوق لقوافل شاحنات الموالين محملة برؤوس الغنم تشد الرحال اتجاه مراعي الأبيض سيدي الشيخ والبنود وكذا وادي الناموس .
وحسب ما أضافه محدثنا نهار أول أمس بان جل الموالين القادمين من عدة مناطق سيكتسحون مساحات هامة بحثا عن البديل لمعيشة الماشية حيث جاءت هذه الهجرة الموسمية لهؤلاء الموالين بحثا عن الكلأ لمواشيهم بعد أن عادوا من الشمال لأن الموالين ينظمون هجرتين خلال السنة مرة نحو الجنوب أي خلال الخريف ويحدث العكس نحو الشمال خلال الربيع..
ترحال بحثا عن الظروف الملائمة
وأمام الأوضاع الرعوية المزرية يقول معظم الموالين لا مفر لهم إلا الترحال برفقة قطعانهم أين ما توفرت الظروف الملائمة لاستقرارهم سواء شرقا أو غربا أو جنوبا بجل المساحات بالنسيج الرعوي كما هو الحال هذه الأيام بمراعي حدود مناطق ولاية البيض المتاخمة مع ولاية بشار التي عرفت تهاطلا للأمطار ستجود بالكثير من النباتات تتمثل في العشب (الرقيم ،الباقل ،الرمث ..)
تعد بديلا و تعويضا عن الأعلاف التي أنهكت كاهلهم وصل سعر القنطار من الشعير مثلا إلى أكثر من 2600 دج ..
وكذلك الأمطار ستحيي اليابس بالمراعي بعد موجة العطش التي خيمت بالجنوب وما حفز الموالين بصفة عامة من خلال حديثهم أمام هجرتهم نحو مناطق البيض هو تساقط الأمطار التي توفر العشب ومياه الشرب للقطعان بالكثير من البحيرات التي يقبل عليها معظم الموالين بالرغم من العواقب الوخيمة التي تسفر على تلوث المياه لاسيما بحيرة " الفسدة "و" المرير"،البطانة..
معظمها امتلأ بالسيول منذ الفيضانات الأخيرة وهذا أمام نقص إلى غياب أبار السقي المخصصة لسكان البدو بالكثير من الجهات ومناطق ترحالهم...
وعلى ضرورة إماكنية توفير الأبار الإرتيوازية سارعت بها الدولة خلال السنوات الماضية ومع تزايد عدد السكان وكذا عدد رؤوس المواشي هناك نقص في هذا المجال حسب انشغالات الرحل والموالين سواء المتوافدين أو أصحاب الأرض ومن جهة أخرى ناشدت مؤخرا بعض الجمعيات المعنية بحفر المزيد من الآبار الإرتيوازية لرفع الغبن عن السكان بالجنوب الذين يتلقون مشقة كبيرة لجلب المياه لعائلاتهم وقطعانهم لاسيما المعاناة التي يواجهونها خلال الصيف مما يضطرهم الأمر إلى قطع مسافات طويلة نحو المدن لجلب المياه منها الأبيض سيدي الشيخ والبنود..
توطيد العلاقات الإجتماعية وإنتعاش التجارة
و يضاف إلى ما سبق ذكره مراعي ولاية بشار تحديدا وادي الناموس ومراعي ولاية البيض أي صحراء البنود والأبيض سيدي الشيخ تعد سنويا مقصدا خلال تساقط الأمطار الخريفية وكذا الربيع للعديد من الموالين من مختلف مناطق تراب الوطن منهم أولاد نايل، وأحميان، والأرباع...
وهجرتهم تعرف منذ قرون خلت وكذلك يحدث العكس من الجنوب إلى الشمال حسب الظروف الطبيعية منها الجفاف ،الأمطار.
وللتذكير بأن تنقلات الموالين وتدفقهم بجل المناطق السهبية تساهم بقدر كبير في توطيد العلاقات الاجتماعية بين السكان وكذا خلق مناصب شغل لهم وانتعاش الحركة التجارية خصوصا أسواق الماشية لاسيما بالمناطق التي تزورها قوافل الموالين المتوافدين من الشرق إلى الغرب لذا يأمل كافة الموالين أن تستدرك نقائص مصادر المياه بالجهة أي حفر الآبار بمناطق متفرقة بالصحاري الجنوبية أين يتمركزون سنويا بأماكن بعيدة من المدن .