اعتاد الجميع على إعادة استخدام القوارير البلاستكية للمياه المعدنية، أو الاحتفاظ بها في سياراتهم أو منازلهم. ولكن دراسات علمية أجريت مؤخرا كشفت أن القارورة المصنّعة من مادة البلاستيك، التي يطلق عليها "البوليثلين"، تحتوي على عناصر مسرطنة، تدعى "deha".
وأوضحت الدراسة أن قوارير المياه البلاستكية, والعبوات البلاستيكية الأخرى، التي تستخدم في المشروبات الغازية والعصائر والألبان ونحوها, تكون آمنة لدى استخدامها لمرة واحدة فقط، وإذا ما اضطر الشخص للاحتفاظ بها، فيجب أن لا يتعدى ذلك بضعة أيام أو أسبوع على أبعد تقدير، مع الانتباه لإبعادها عن أية مصادر حرارية.
وقال قسم علوم الصحة بجامعة "شيغا" للعلوم الطبية في اليابان، الذي نشر الدراسة، إن إعادة غسل القارورة وتنظيفها، يسبب تحلل المواد المسرطنة، وتسربها إلى المياه التي تشربها.
ونصح القسم في دراسته باستخدام القوارير الزجاجية، وتلك الصالحة لعدة استخدامات، لتفادي أية آثار محتملة.
وقد أفادت بعض المصادر، أن طفلة عمرها 12 عام توفيت في دبي، بسبب استخدامها لمدة 16 شهر متتالية لأحد قوارير المياه المعدنية، حيث كانت والدتها تضع لها الماء كل يوم في نفس القارورة البلاستيكية، وتأخذها معها إلى المدرسة.
وذكر التقرير أيضا ـ وهذه المعلومة جدا مهمة، حيث لو اطلعت أسفل أي قارورة بلاستيكية، تجد رسمة مثلث ذو أسهم يشير إلى إعادة تدوير هذا المنتج، ثم في داخل المثلث يوجد أرقام ـ أن الأرقام من واحد إلى أقل من خمسة خطرة، ولا يجوز استخدام القارورة البلاستيكية إلا مرة واحدة فقط.
أما الأرقام التي من الخمسة إلى فوق، فيمكن إعادة استخدام القارورة البلاستيكية, وهي الأرقام الموجودة في القوارير الكبيرة ذات سعة 20 لتر، التي تستخدم في المنازل للشرب, حيث يتم غسلها تعبئتها، لأن الأرقام المشار في قاع القارورة من خمسة فأكثر, إما 7 أو 8, وهذه لا غبار عليها.
وتوضع الأرقام هذه أيضا لسبب آخر، هو أن هذه الأرقام تشير إلى عدد مرات إعادة تدوير هذا النوع من البلاستيك, على أن يعاد تدويرها لاستخدام غير الاستخدام الأول، مثل لو كانت القارورة تستخدم في أول تصنيع لها للماء، وكان الرقم المكتوب رقم 2 مثلا، فيعاد تدويرها، لكن لا تستخدم لنفس الغرض في التغذية إما يعاد تدويرها لاستخدامات أخرى مثل الجلود مقابض أو مواسير....الخ من الاستخدامات.
كما توجد أسفل المثلث أحرف انجليزية، تشير إلى المادة المصنعة منها هذه العبوة، مثل pp، تعني بولي بروبلين، أو pe بولي إثيلين...الخ.
هنا نتساءل لماذا لا تجبر وزارات الصناعة، الشركات المصنعة لمثل هذه القوارير، على تعريف المستهلك بهذا الخطر القاتل في أمكان واضحة على الورقة التي تلصق على العبوة من الخارج، مع التنبيه لخطورة هذه القارورة البلاستيكية، بعدم استخدامها مرة أخرى في الشرب أو خلافه، سؤال يحتاج إلى إجابة من وزارات الصناعة والتجارة؟