خلال تقديمه التقرير الأدبي لسنة 2012، روراوة يؤكد:
الحسد والغيرة صفات مزمنة لدى بعض الأشخاص وأنا مستعد للرحيل
تحدث رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، بإسهاب عن الإنجازات التي قامت بها الفاف خلال عهدته المنتهية، التي قضاها على رأس هذه الهيئة، وهذا عند سرده للتقرير الأدبي على أعضاء الجمعية العامة العادية للاتحادية التي انعقدت ،الاربعاء بوهران، حيث دافع روراوة عن نفسه بقوة، وأكد بأنه، رفقة العاملين معه، قاموا بمجهودات كبيرة في سبيل تطوير كرة القدم. ولم ينف روراوة وجود الكثير من النقائص التي يجب العمل عليها، مبديا استعداده للرحيل من منصبه فورا إذا تقدم أي شخص كفؤ وقادر على تقديم أفضل مما قام به في العهدة الحالية التي توشك على نهايتها.
واستغرب رئيس الفاف من كثرة المنتقدين لعمل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مشيرا إلى أن هؤلاء لا يعلمون أبدا حجم المسؤولية الملقاة على الفاف التي تشرف، بحسب الأرقام التي كشف عنها، على 580 بطولة في الجزائر، وتتولى تنظيم وبرمجة 3000 مباراة في كرة القدم مع نهاية كل أسبوع عبر 1200 ملعب كرة قدم. وأضاف روراوة بأنه ليس من السهل بمكان أن ترعى هذا الكم الهائل من الأندية والمباريات، مشيرا إلى أن هذه الانتقادات غير موضوعية وبعيدة عن الواقع.
أريد مدربا واحدا قادرا على منحنا لاعبين محليين في المستوى ولا نملك حاليا بلومي، كويسي، أو فرقاني
ووجه رئيس الفاف سهامه للمنتقدين خاصة من المدربين، وقال بأنه يريد أن يرى ولو مدربا واحدا في البطولة الوطنية قادرا على منح المنتخب الوطني لاعبا بإمكانه اللعب في المستوى العالي دون أي مشاكل، ولكن للأسف، حسب ما صرح به، فالبطولة الوطنية غير قادرة على إنجاب أسماء بارزة مثلما كانت تفعل سابقا، وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها.
وشدد روراوة على أن المنتخب الوطني الحالي لا يزال في طور البناء والتكوين، مضيفا بأن التعداد الحالي لا يضم لاعبين من طينة لخضر بلومي، أو مصطفى كويسي، أو فرقاني، وليس من السهل تكوين مجموعة قوية قادرة على حمل الألوان الوطنية وتشريفها من وجهة نظره. وصرح نفس المتحدث بأن الجزائر لا تملك إلا كأسا إفريقية واحدة سنة 1990 والتي أقيمت بالجزائر حينها ومنذ ذلك الحين لم يتمكن الخضر التتويج باللقب، موضحا بأن المشكل في بلادنا هو عدم وجود ثقافة الفوز والخسارة والتي يجب على الجميع ترسيخها في المجتمع الجزائري، لأنه لا يوجد أي منتخب في العالم، مهما علا شأنه، لم يتذوق طعم الهزيمة ولم يتعرض للأزمات والهزات على حد ذكره.
لا نملك منتخبا بقوة الأرجنتين أو البرازيل
وقال روراوة بأنه لا يجب علينا أن نبيع الأوهام للشعب الجزائري بتصوير منتخبنا على أنه من بين أكبر المنتخبات في العالم، مشيرا إلى أننا لا نملك فريقا بحجم الأرجنتين أو البرازيل، وإنما هناك عمل دؤوب لصنع فريق للمستقبل بإمكان الجزائريين الافتخار به، مضيفا بأن هذا الأمر يحتاج إلى الصبر والوقت لتجسيده على أرض الواقع.
الاحتراف يحتاج إلى سنوات قبل ظهور نتائجه
وعن موضوع الاحتراف، الذي دخل عامه الثالث، أكد رئيس الفاف بأن بلوغ المستوى المطلوب لا زال بعيد المنال. وضرب مثالا بالعديد من الدول الأوروبية التي لا تزال تجري العديد من التعديلات على قانون احترافها رغم أنها سبقت الجزائر بسنوات طويلة. وواصل بالقول إن النتائج الأولى للاحتراف لن تظهر قبل مرور 4 أو 5 سنوات أخرى، على حد قوله، فكل الأندية تفتقر إلى مراكز التكوين ولا تملك ملاعب خاصة بها، مبديا تساؤلا حول قدرة الفرق على تخريج لاعبين مميزين في مثل هذه الظروف الصعبة للغاية. وكشف محدثنا بأن بعض الأندية المحترفة لم تدفع إلى حد اليوم اشتراكاتها السنوية للرابطة المتعلقة بالموسم الحالي.
مشكلتنا تتمثل في الحسد والبغض والغيرة
وبلغة فيها الكثير من الاستياء، قال محمد روراوة بأن مشكلة بعض الأشخاص في بلادنا هي أنهم ينتقدون من أجل الانتقاد وفقط، وهذا نابع من الحسد والبغض والغيرة التي تملأ قلوبهم وتغذي عقولهم على حد قوله، إذ يطالبون في كل لحظة بأشياء بعيدة عن أرض الواقع من أجل حاجة في أنفسهم وليس خدمة لمصلحة كرة القدم الجزائرية مثلما يدعون.
دافعت كثيرا عن المدرب المحلي ومنحته الفرصة كاملة
وعاد روراوة إلى قضية المدرب المحلي والحديث عن تفضيله للإطار الفني الأجنبي، ودافع بقوة عن خياراته حين قال بأنه منح المدربين المحليين الفرصة كاملة ولا أحد يمكنه لومه في هذا الإطار، والتاريخ والأرقام يتحدثان عن ذلك، مشيرا إلى أن النتائج مع هؤلاء كانت مخيبة وضرب المثل بمنتخب أقل من 17 سنة والذي وفرت له الاتحادية، حسب قوله، كل الظروف الملائمة ولم يتمكن من الفوز حتى على منتخب بوتسوانا، ونفس الشيء لمنتخب أقل من 20 سنة الذي سقط بثلاثية أمام المنتخب الفلسطيني الذي يعيش ظروفا صعبة للغاية، على حد تعبيره، وقال روراوة أيضا: "يمكننا الحديث عن كل شيء إلا الإمكانيات الكبيرة التي وفرناها للمنتخبات الوطنية، وللأسف الشديد لم نستطع إيجاد 11 لاعبا يمكنهم اللعب بكل قوة في إفريقيا وهو ما يعطي صورة واضحة على أن المشكل أعوص مما يتوقع البعض، ونحتاج إلى عمل قاعدي وتكويني كبير يستمر لسنوات وسنوات قبل أن نصل إلى مستوى باقي بطولات ومنتخبات العالم المعروفة".
وأشار رئيس الفاف بأنه كان يود أن يرى 25 لاعبا محليا يكونون المنتخب الوطني الأول لأن هذا سيسهل العمل معهم براحة أكبر عبر تجميعهم لخوض التربصات طيلة أيام الموسم عوض انتظار تواريخ الفيفا، إلا أنه، وحسب ما صرح به، وجد نفسه مضطرا للاستعانة بالمحترفين في ظل عجز البطولة الوطنية عن إنجاب أسماء قادرة على حمل الألوان الوطنية بالعدد الكافي.
لم نصرف سنتيما واحدا على "كان" 2013
وردا على حديث البعض، مثلما ذكره روراوة، عن الأموال الكبيرة التي صرفها المنتخب الوطني قبل خوض نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 وفي النهاية الخروج المبكر من الدور الأول، قال رئيس الاتحادية بأن هيئته لم تصرف سنتيما واحدا من خزينة الفاف لأن الكاف قد دفعت لها ما قيمته 780 ألف دولار لتغطية مصاريف التحضير للكان الماضية ولا يوجد أي حديث عن إهدار المال العام أو ما شابه ذلك، مشيرا إلى أنه كشف عن هذا الأمر حتى لا يتم تغليط الرأي العام ووضع الشعب الجزائري في الصورة.
الكاف اعتذرت لنا عن أخطاء حكم مباراة الطوغو
وكشف روراوة، في خضم حديثه لأعضاء الجمعية العامة، بأن الكاف قد تقدمت بالاعتذار إلى الجزائر على خلفية الأخطاء الفادحة التي وقع فيها حكم مباراة الجزائر والطوغو والتي أدت إلى إقصاء الخضر بشكل رسمي، مشيرا إلى أن لجنة التحكيم اعترفت بوجود ضربتي جزاء شرعيتين فيما يعتقد هو بأنه يوجد أكثر من ذلك العدد على حد قوله، إلا أن ذلك، يقول روراوة، لن يغير من الأمر شيئا والحكم بشر يصيب ويخطئ ولا يجب الوقوف عند هذه النقطة كثيرا.
"كان" 2010 فيها الكثير من السلبيات
وعاد روراوة إلى الوراء وتحدث عن مشوار الخضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 بأنغولا وقال بأن النتائج كانت جيدة بشكل عام، إلا أنه لم يكن أبدا راضيا عن الأداء، خاصة وأن الخضر انهزموا في اللقاء الأول بثلاثية أمام منتخب مغمور اسمه مالاوي، ثم الانتصار برأسية مدافع أمام مالي والتعادل السلبي في مباراة الجزائر مع البلد المضيف، ليضمن المنتخب الوطني، يقول روراوة، بهدف وحيد، جعله يواجه كوت ديفوار التي سقطت بثلاثية في مباراة مجنونة، وكان لرفقاء بوقرة حينها الحظ للفوز بها، قبل أن تأتي الهزيمة الأثقل أمام المنتخب المصري برباعية نظيفة، حيث أكد روراوة بأن هذه المباراة بالذات قام بمحوها من ذاكرته تماما.
خاليلوزيتش عمل بجد مع اللاعبين والحظ خاننا
ودافع روراوة عن المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش بشدة، وقال بأنه قام بعمل كبير خلال التربص الذي جرى بجنوب إفريقيا لمدة أسبوعين، واللاعبون بدورهم عملوا بإخلاص وتفان وقدموا كل ما لديهم، موعزا الخروج من الدور الأول للنهائيات إلى غياب التوفيق والحظ في كثير من الأحيان، وكذا بعض الأخطاء التحكيمية من وجه نظره، مشيرا إلى أن هذه هي أحوال كرة القدم: "ففي بعض الأحيان تجتهد وفي الأخير لا تحصل على شيء" قال روراوة.
زفزاف وصادي يعودان إلى المكتب الفيدرالي
وفي سياق آخر، علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، بأن المناجير السابق للخضر صادي، وكذا جهيد زفزاف، سيعودان رسميا إلى المكتب الفيدرالي للفاف، بعد أن انسحبا منه في وقت سابق، وقد حضر زفزاف أشغال الجمعية العامة العادية "للفاف" التي أقيمت ،الاربعاء، بوهران وأشار إلى رغبته في العودة إلى منصبه السابق، إلا أن ذلك لن يتم ترسيمه على -حد قوله- إلا يوم 7 مارس القادم خلال انعقاد أشغال الجمعية الانتخابية للفاف.
سليماني وعودية لم يحضرا
على الرغم من توجيه "الفاف" الدعوة لكل من مهاجم شباب بلوزداد إسلام سليماني، وكذا لاعب وفاق سطيف عودية، لحضور أشغال الجميعة العامة "للفاف" كممثلين عن لاعبي المنتخب الوطني، لكن هذا الثنائي لم يحضر إلى وهران، حيث اتصلا برئيس الاتحادية محمد روراوة، واعتذرا له عن عدم قدرتهما على التنقل نظرا لالتزاماتهما مع نادييهما.
بلومي ضمن الطاقم الفني للمنتخب المحلي
كان اللاعب الدولي السابق لخضر بلومي، متواجدا ،الاربعاء، بفندق "الميريديان" من أجل لقاء رئيس "الفاف" محمد روراوة، بغية الحديث عن قضية الطاقم الفني للمنتخب الوطني للمحليين، وكشف بلومي "للشروق" بأنه سيكون ضمن أعضاء الطاقم الفني للمحليين، إلا أن الإعلان النهائي عن هذا الأمر سيتأجل لما بعد الجمعية الانتخابية للفاف يوم 7 مارس.
المصادقة على التقريرين المالي والأدبي للفاف والجمعية العامة الانتخابية يوم 7 مارس
جرت صباح الاربعاء بفندق "الميريديان" بوهران أشغال الجمعية العامة العادية للفاف، وهذا بحضور العديد من الشخصيات الرياضية البارزة، على غرار مدرب المنتخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية السابق مصطفى بيراف، بالإضافة إلى جمال حيمودي أحسن حكم في إفريقيا سنة 2012 والذي أدار نهائي نهائي الكان الأخير بين نيجيريا وبوركينافاسو. وسجل اللاعبون الدوليون السابقون أيضا حضورهم وفي مقدمتهم، لخضر بلومي ومصطفى كويسي وعطوي، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الأندية المحترفة بقسميها الأول والثاني.
وانطلقت أشغال الجمعية العامة في حدود الساعة العاشرة صباحا، حيث افتتح رئيس الفاف، محمد روراوة، الجلسة وهذا بالوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الوجوه الرياضية التي انتقلت إلى رحمة الله مؤخرا.
واستهل روراوة كلمته بتوجيه التشكرات إلى السلطات المحلية بوهران على تقديمها كل الدعم والسند من أجل احتضان أعضاء الفاف في عاصمة الغرب على حد قوله. وسرد بعدها رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التقرير الأدبي لسنة 2012 والمجهودات التي قامت بها هيئته من أجل تطوير كرة القدم وإدخال الأندية إلى عالم الاحتراف الذي اعترف رورارة بأنه ما زال بعيدا عن المتطلبات، ويحتاج إلى وقت طويل بغية تجسيده، ثم قام المحافظ المالي للفاف بتقديم ملخص عن التقرير المالي الذي تضمن مداخيل ومصاريف الاتحادية، سواء العام الماضي أم حتى خلال العهدة الأولمبية على مدار 4 سنوات خلت. وفي الأخير، صادق أعضاء الجمعية العامة الذين وصل عددهم إلى 94 عضوا من أصل 129 مقيدين في القائمة وبالإجماع على التقريرين المالي والأدبي لسنة 2012. كما تم مناقشة العديد من الأمور واتخاذ قرارات هامة ومنها تعيين لجنة مراقبة انتخابات الفاف المزمع إقامتها بتاريخ 7 مارس المقبل بفندق الشيراتون بالعاصمة.
وتم تعيين أحمد ميبراك كرئيس لهذه اللجنة، وسيكون إلى جانبه كل من نور الدين بولفعات رئيس رابطة الجزائر العاصمة لكرة القدم، بكري سعيد رئيس رابطة بومرداس، مراد لحلو رئيس أولمبي المدية، ياسين فرصادو رئيس نادي شباب قسنطينة، وهاشمي محمد عضو رابطة عين تموشنت، بالإضافة إلى أعراب عز الدين رئيس مجلس إدارة وفاق سطيف.
ومن بين القرارات التي تم اتخاذها أيضا عبر التصويت هو شطب أسماء أعضاء الجمعية العامة من القائمة بشكل تلقائي في حال عدم تقديم عضو الجمعية العامة أي مبرر واضح عن سبب غيابه عن حضور الأشغال لـ 3 مرات. وأوضح روراوة في هذا الشأن بأن بعض الأعضاء لم يحضروا منذ سنوات لأشغال الجمعية العامة وهم لا يقومون بأي دور على الإطلاق على حد قوله، ويجب الآن الاستغناء عنهم إذا اقتضى الأمر ذلك.
وعلى هامش أشغال الجمعية العامة العادية للفاف فقد تم تكريم الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي الذي شرف الصافرة الجزائرية في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة ليكون أول حكم في تاريخ القارة السمراء تسند له إدارة مباراة الافتتاح والنهائي في نفس الدورة، وتوجه روراوة بالشكر لحيمودي على تفانيه في عمله، وتمنى له التوفيق والنجاح من أجل تحقيق حلمه وحلم الشعب الجزائري برؤيته حكما في مونديال البرازيل 2014 برفقة المنتخب الوطني على حد قوله. وشمل التكريم أيضا بعض الوجوه الإعلامية البارزة سواء من السمعي البصري أم من الصحافة المكتوبة.
