البيض : الموالون يعودون إلى المراعي

عضو دائم السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/04/2011

البيض

الموالون يعودون إلى المراعي

أمطار أكتوبر الماضي ،العشب الطبيعي ،رحلات البحث عن الكلأ بالجنوب....هي من أهم الانشغالات التي يتقاسمها معظم الموالين من خلال حديثهم المتداول هذه الأيام ..لاسيما الموالين الذين يتدفقون بالألاف على مراعي مناطق ولاية البيض التي أتت عليها الأمطار جعلت طبيعة مراعيها تكتسي بحلة خضراء من العشب الطبيعي المتمثل أساسا في النباتات الطبيعية مثل "الباقل "الرقيم "....التي تعد غذاء طبيعيا مناسبا للمواشي حسب تصريحات الكثير من الموالين لجريدة الجمهورية نهار أول أمس ...معظمهم نازحون من الولايات السهبية منها الجلفة والأغواط والنعامة ،سيدي بلعباس... لم يتوقف تدفق هؤلاء الموالين منذ أعقاب أمطار أكتوبر الماضي التي اجتاحت جل مناطق الجنوب الغربي لاسيما كما حدث بولاية البيض خلال الفاتح من أكتوبر المنصرم إذ شهدت فيضانات عارمة خلفت خسائر في الأرواح ـ12 قتيلاـ وخسائر مادية معتبرة و بالرغم من تأثيراتها التي تحولت من نعمة إلى نقمة إلا أن عامة السكان استبشروا خيرا بها وتوحي بموسم ناجح كما قال الحاج محمد أحد الموالين "العام إبان من خريفه " ...حيث جاءت هذه الهجرة الجماعية الموسمية بهؤلاء الموالين الذين يفوق عددهم كإحصاء أولي بحوالي أكثر من 2000 موال ولا يزال العدد في تزايد ينتشرون على جل المساحات الرعوية الجنوبية امتدادا من ولاية البيض إلى حدود بشار ،النعامة .. بحثا على الكلاء لمواشيهم بعد أن ضاقت بهم السبل بمعظم مراعي الولايات السهبية القريبة من مواقعهم الرعوية خصوصا بمساحات الأغواط و الجلفة ... و تضاف إلى معاناتهم اتجاه نشاطهم الرعوي موجة غلاء الأعلاف التي عصفت بهذه الولايات المعنية خلال المدة الأخيرة إذ تعدت سقف 3000دج للقنطار الواحد و التي وصف الموالون من الشرق إلى الغرب معطيات أسعار الأعلاف بغير المعقولة أمام تقلص سابقا مساحات كبيرة للرعي كبديل عنها على خريطة البلاد بالأخص المناطق المذكورة بالرغم المساعي المبذولة من الدولة لدعم الأعلاف لمزاولة هذا النشاط الهام الذي يساهم بقدر كبير بالاقتصاد الوطني ... وعلى هذا السياق تنفس معظم الموالين من خلال الأمطار التي إجتاحت المناطق الرعوية ساهمت في إخضرارها مما جعل الموالين يعزفون على إقتناء الأعلاف التي أنهكت كاهلهم كثيرا ... إذ تحولت شبكة طرقات ولاية البيض منذ أعقاب أمطار الشهر الماضي للهجرة الجماعية لاسيما موالي الجلفة الذين يتنقلون أغلبهم مشيا على الأقدام برفقة قطعانهم عبر صحاري مرورا بمناطق ولاية البيض باتجاه كل المراعي الجنوبية ...و من جانب آخر كذلك تعرف الشبكة المذكورة لاسيما الطرقات الوطنية على تراب ولاية البيض كطريق رقم 47، 59،6ب باتجاه بشار و دائرة الأبيض سيدي الشيخ حركة غير عادية بسبب تدفق شاحنات الموالين المتوافدة التي ترحل عدد هائل من الغنم بهدف البحث عن بديل لتغذية والكلأ لمواشيهم حسب ما صرح به بعض الموالين هذه الأيام بعد أن تحولت وتراجعت المراعي بالجهات الأخرى من العشب .. و لم يبق على واجهتها إلا آثر اليابسة و التصحر بسبب موجة الجفاف التي عصفت بالبلاد خلال المدة الأخيرة و لم تستن آية منطقة على خريطة التراب الوطني ... و أمام الأوضاع الرعوية التي تحسنت هذا العام بسقوط الأمطار يقول معظم الموالين لا مفر لديهم إلا الترحال برفقة قطعانهم أين ما توفرت الظروف الملائمة لاستقرارهم سواء شرقا أو غربا أو جنوبا بجل المساحات بالنسيج الرعوي كما هو الحال هذه الأيام بمراعي حدود مناطق ولاية البيض المتاخمة مع ولاية بشار التي عرفت تهاطلا للأمطار الطوفانية على غرار الجهات الأخرى من الوطن حيث أصبحت مراعيها الشاسعة جادت بالكثير من النباتات تتمثل في العشب يعد بديلا و تعويضا عن أزمة غلاء الأعلاف التي خنقت الموالين و كلفتهم كثيرا من الأموال على تربية الماشية حتى أصبح كثيرهم يلتحف السماء و يفترش الأرض و بغض النظر عن حالات الفقر الموقع و المظاهر البطالة الخانقة التي ظهرت وتفشت بشكل رهيب بين أوساط أسر الفئة الموالية بالولايات السهبية حتى وصلت أوضاعهم الاجتماعية إلى حد غير مقبول و استنجد بعضهم بوظائف زهيدة الأجر ... وهكذا ما لخصه الكثير من الموالين خلال لقاءاتنا معهم نهار أول أمس لم نستطيع حصر كافة المشاكل التي تخص عامة المربين و الموالين على حد سواء ...ولا حديث يشغل بال معظم الموالين من مختلف المناطق السهبية هذه الأيام إلا نعم الأمطار التي ترهن حياة الرعي بصفة عامة وارتياح كبير يخيم على الموالين من خلال العودة القوية للكلأ الطبيعي على جل المراعي بالجنوب يقابله وفرة المياه التي تعد مصدر لشرب القطعان ...وتجدر الإشارة بأن هجرة الموالين بجنوب البيض تساهم بقدر كبير في تحريك حيوية المنطقة وتنميتها خاصة تشجيع النشاطات التجارية وتفتح مناصب شغل للكثير من السكان الذين لهم دراية بتربية الماشية وللتذكير بان أجر الرعاة يصل شهريا إلى حوالي 40 ألف دج حسب أرجح المعلومات ...وناهيك عن ما يساهم به الموالين خلال توافدهم بترسيخ العلاقات بين مختلف السكان بالولايات السهبية أكثرها الجانب الثقافي التجاري المتبادل

عضو فضي السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/04/2011

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على المشاركة القيمة

دمت لنا في حفظ الرحمن

كل الاحترام و التقدير

» البيض : الموالون‮ ‬يبتهجون بالغيث
» الموالون والفلاحون بقرية وافق بالبيض
» بوقطب : المراعي تنتعش