قالوا إن ماشيتهم ومحاصيلهم الفلاحية تموت عطشا
الموالون والفلاحون بقرية وافق بالبيض يطالبون برخص لحفر أبار الماء
هلك الحرث وجف الضرع...ولم يبق لنا إلا القليل من الماشية .. والأقل منها من الثمار التي نعيش منها ونعيش أبناءنا. تلك هي الجمل التي قابلنا ويقابل بها سكان قرية وافق بالبيض كل من زارهم وسأل عن أحوالهم. هنا بالمنطقة المسماة حمد ربي بضاحية قرية وافق، والتي تعرف بانتشار الموالين بها، لا حديث إلا عن انعدام الماء والكل هنا يحكي وبألم، أن النعمة التي جعل الله منها كل شيء حي مفقودة.
الروايات التي تحاكي المعاناة وإن تعددت، فإنها تقاطعت في سبب واحد حرمانهم من الحصول على رخصة حفر الآبار الارتوازية التي تغنيهم السؤال، والمتهم فيها أيضا واحد أيضا مديرية الموارد المائية بالبيض التي تشرف على هذا المنع. أحد الموالين وهو الحاج الطايل، قام بجر الماء بواسطة أنبوب بلاستيكي من القرية إلى حيث ماشيته على مسافة 2 كلم، طريقة فريدة من نوعها لتوفير الماء للماشية، طريقة كابدته أياما من الحفر وسط الشعاب والتلال والأراضي الوعرة. هذا ناهيك عن تكلفة شراء أنبوب الماء، ولسان حاله يقول لا يهم، المهم أن تشرب الماشية وقبلها أنا وعائلتي .... وغير بعيد عن الحاج الطايل، فإن الفلاحين بالمنطقة يكابدون ذات المشكل، فقد ماتت الأشجار ويبست ثمارها وتحولت إلى جذوع بلا طلع ولا ثمر. المئات من الأشجار المثمرة المتشكلة من البرقوق، الزيتون، اللوز والتين أصبحت مصفرة ويابسة، وتعرضت جذورها للتصلب، في حين ثمارها تساقطت بالكامل والمحصلة واحدة.. الفلاحون مهددون في قوتهم وقوت أبنائهم .
والعلة دائما واحدة.. الحرمان من رخص حفر الآبار التي تسمح لهم بحفر آبار لسقي محاصيلهم الفلاحية والفلاحون هنا يتساءلون لفائدة من يحرمون من الحصول على الماء ومن المستفيد من حرمانهم من توفير القوت لأبنائه؟
من جهتها، مديرية الري بالبيض أشارت على لسان مديريها، أن قرار المنع ولائي وصادر عن والي الولاية منذ سنة 2007 والذي تم إصداره في إطار عملية حفظ مياه الآبار الجوفية بمنطقة البيض، والتي تم معاينة أن مياهها الجوفية تتناقص كل سنة بـ 5 أمتار، مما يجعل عملية توفير الماء الشروب للسكان في وضعية تهديد حقيقي .