عنتر، بلحاج ومطمور يقررون ترك "الخضر"
لماذا وكيف دقت ساعة الإعتزال؟
أثار اعتزال عنتر يحيى ونذير بلحاج وكريم مطمور اللعب للمنتخب الوطني موجة من التساؤلات، وبعث الحيرة في نفوس المشجعين الذي لم يفهموا الهجرة الجماعية لنجومهم، بعد أن فوجئوا قبل عدة أشهر بالهجرة إلى الشرق.
ولم يسبق للمنتخب الوطني أن عاش مثل هذا الموقف الحرج وتصفيات كأس العالم على الأبواب، وبمعنى آخر أن المدرب خاليلوزيتش بحاجة إلى كل اللاعبين من أجل مقارعة المنتخبات الإفريقية وفي مقدمتها منتخب مالي، صاحب المرتبة الثالثة في البطولة الإفريقية الأخيرة.
لماذا توقف القائد عنتر يحيى؟ وكيف تبعه نذير بلحاج؟ وما هي الأسباب التي دفعت كريم مطمور إلى التخلي عن الخضر، وهو في سن العطاء الحقيقي؟
بكل تأكيد، فإن شيئا قد حدث في محيط الخضر، ولما كان قانون الصمت هو المسيطر على الموقف، فإن لا أحد تجرأ لتوضيح أسباب مقاطعة المنتخب الوطني في هذا الظرف الحساس.
وإذا كان هناك من يقول بأن اللاعبين المغادرين قد اتخذوا قرارهم لأسباب شخصية، وتحت ضغوط معينة، إلا أن ذلك لا يعفيهم أبدا من واجب اللعب للمنتخب الوطني ماداموا ينشطون في أندية يقولون أنها محترفة. بعض المعلومات تحدثت عن تعرض لاعب معين إلى "تهديد" من فريقه لترك المنتخب، وأخرى قالت أن الفريق الوطني لم يعد يهم الكثير من اللاعبين، مادام مونديال البرازيل لم يعد هدفا للكثيرين منهم.
وإذا حاولنا الإقتراب أكثر مما حدث، فإنه يمكن القول أن موجة الاعتزال لم تأت من عدم، لأن رحيل ثلاثة ركائز دفعة واحدة يعني بكل تأكيد أن قوة مضادة تدفع بالإتجاه المعاكس، وتعمل على إفراغ المنتخب من محتواه، وهو ما يؤكد ما قيل عن وجود تكتلات داخل الخضر كان الكشف عنها من المحرمات بحجة الحفاظ على وحدة المنتخب، وهو ما لمح له المدربون الذين سبقوا خاليلوزيتش.
ومن بين الأسباب التي قد تكون أيضا وراء ما يحدث للمنتخب الوطني اليوم، ريح التغيير التي يعيشها المنتخب بعد قدوم المدرب البوسني وحصوله على صلاحيات أوسع من رئيس الإتحادية، وكان كريم زياني مؤشرا واضحا، بل إنذارا لبقية اللاعبين، بمعني أن عهد "الأباطرة" قد ولى، والمرحلة القادمة ستكون قاسية على المتمردين.
ومهما يكن من أمر، فإن اعتزال عنتر يحيى وكريم مطمور ونذير بلحاج، في هذا الظرف بالذات قد شكل صدمة قوية ومفاجأة غير سارة للذين أحبوا الخضر وساندوهم، وهم يخشون اليوم من أن يشجع قرار المعتزلين مجموعة أخرى من اللاعبين، حتى وإن كان المنتخب الوطني لا ولن يبنى على لاعب أو إثنين أو حتى ثلاثة.