أسواق الماشية بالبيض قبل شهر من العيد
المضاربون يدقون الطبول
ج . بلواسع 27-09-2012
الأعلاف ، قلة الأمطار، تقلص العشب بالمراعي ..
هي نقاط سوداء يتداولها ويطرحها معظم الموالين والمربين بالدرجة الأولى هذه الأيام بجل مناطق الرعوية بولاية البيض خصوصا دائرة الأبيض سيدي الشيخ...
هذه المبررات تسبق مناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يكثر عليه الحديث لجعل المواشي ورقة رابحة مع اقتراب حلول هذا الموعد العظيم الذي تنتظره الأمة الإسلامية قاطبة عبر بقاع العالم .يتهافت معظم المربين والموالين على تسمين قطعانهم لجعلها سلعا جذابة من حيث النوع والوزن والسلالة حين يعرضونها للبيع بالأسواق الأسبوعية لاسيما كما هو الحال هذه الأيام بأسواق الماشية بولاية البيض خصوصا بدوائرها الرعوية الكبرى بوقطب ،البيض ،الأبيض سيدي الشيخ..
حيث تعرف منذ شهر رمضان المنصرم حركة غير عادية لتوافد التجار من مختلف مناطق الوطن الذين يعاودون البيع بأسواق المدن الشمالية وهذه الديناميكية لم تتوقف حتى إلى أخر يوم من استقبال عيد الأضحى إنها فرصة السماسرة والتجار لكسب الأرباح ..
هذه التظاهرة التجارية الاقتصادية ستزدهر كثيرا على مدار الأيام المقبلة عن المناسبة وعلى هذا السياق كانت لنا دردشة نهاية الأسبوع الماضي مع الكثير من المتوافدين على سوق الأبيض سيدي الشيخ منهم جزارون وموالون وكذا بعض المواطنين حيث لخصنا قاسما مشتركا بأن أسعار الماشية تعرف غلاء غير مسبوق و لم تستقر ( الخرفان ،النعاج ،الماعز ،الكباش ..)
* الجدي يتغطرس
عند حدود معقولة منذ مدة لاسيما منذ أمطار أكتوبر العام الماضي و هي مرشحة للإرتفاع دائما و من خلال الجولة التي قادت الجمهورية بسوق الأبيض سيدي الشيخ الذي يأخذ بعين الاعتبار لكونه من أكبر الأسواق بالجهة الجنوبية عامة وبولاية البيض خاصة بعد سوق بوقطب ،البيض ..
وصلت أسعار الماشية أي الغنم إلى مستويات خيالية وبتعلق الأمر بسعر النعجة المخصصة للجزارة( الذبح ) تراوح مابين22 ألف دج إلى أكثر من 25 ألف دج أما سعر النعجة ام الخروف وصل سقف ما بين 28 ألف دج إلى حدود 35 ألف دج ..
وذروة الغلاء تحتلها الكباش ذات القرون الملتوية تفوق 45 ألف دج إذ قفز سعر الحولي وإنحصر ما بين 28 ألف دج إلى أكثر 32 ألف دج أما سعر الرخلة إنحصر ما بين 18 ألف دج و 20 ألف دج ..
وهذه المعطيات في الأسعار غير نهائية بالسوق والأسواق الأخرى إذ تختلف من موال إلى موال تباع حسب السن والوزن ، السلالة ومع مرور الوقت وإقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك ستتغير من أسبوع إلى أسبوع وستعرف إرتفاعا خلال عشية العيد حين يشتد الحسم وللتذكير بان خلال رمضان الكريم الماضي الذي ودعناه أقل من شهر وكثر الطلب عن لحوم الحمراء المحلية إستقرت أسعار ( الرخلة ،الخرفان ،النعاج ..) ما بين حوالي 10 ألاف دج إلى حدود 30 ألف دج لا تقل الشاة السمينة عن عتبة 25 ألف دج وصدارة الأسعار تحتلها الكباش الممتازة والخرفان والمعادلة المطروحة في ظل الإرتفاع الفاحش لأسعار الغنم هي أن الماعز أثمانها أصبحت لا تطاق حسب تعبير الجزارين والمواطنين الذين يقبلون على شراء لحومها قفز سعر الجدي خلال شهر رمضان الماضي إلى سقف 950 دج للكلغ وسعر الجدي وصل خلال الأسبوع المنصرم في السوق إلى حدود 12 ألف دج ..
و لحم الخروف يباع بحملات الجزارة الرائدة حسب الوحات الإشهارية ب 1000 دج و1150 دج ، الحديث عن منطقة الأبيض سيدي الشيخ دون شك يفهم الخاص والعام بأنها من أهم مناطق ولاية البيض امتهانا لحرفة الرعي الموروثة أبا عن جد التي يزاولها الموالون على امتداد تاريخها حيث ترعى على مساحاتها الرعوية ما يقارب حوالي 500 ألف رأس من الماشية ( إحصاءات قديمة )..
وبالرغم من كل هذه المؤهلات و" الخيرات " إذ يصعب على معظم العائلات إقتناء لحوم الغنم في الكثير من المناسبات لاسيما كما حدث خلال الصائفة الماضية حين أقيمت الأفراح على الذبائح أما العام الجاري دون شك حسب تعبير المواطنين والانطباعات المسجلة هذه الأيام بان الكثير من العائلات لا تستطيع شراء شاة عيد الأضحى المبارك بسبب الغلاء الفاحش الذي يظهر في وقت مبكر بالأسواق في وسط معروف بتربية الماشية الرائدة على مستوى ولاية البيض التي تزخر بحوالي مليوني رأس من الغنم
سيطرة السّماسرة
وبعيدا عن هذه الخصوصيات إذ عرف سوق الماشية بالأبيض سيدي الشيخ أو بالأحرى بجل مناطق ولاية البيض إنتعاشا ملحوظا بسبب ما خلفته الأمطار التي اجتاحت المنطقة خلال السنة الماضية 2011 ومنذ ذلك الحين لم تستقر أسعار الماشية عند معطيات معقولة بل تغيرت نحو الغلاء مع مناسبة استقبال موعد الأضحى المبارك الذي يحضر له ويستعد إليه الكثير من المربين والموالين ..
والسواد الأعظم سيطرة السماسرة على الأسواق الماشية الذين يتهافتون على الربح دون النظر إلى فرحة العائلات .وعلى هذا السياق يقول أحد الموالين الحاج .س. بان معظم الموالين يواجهون متاعب حقيقية لتربية المواشي ومهما إرتفعت أسعارها لم تعوض لهم أتعابهم المادية والجسدية من خلال المشقات الدائمة طوال السنين في مزاولة الرعي ومتاعب الترحال والأهم من ذلك رحلة البحث عن الأعشاب والأعلاف التي تظهر غالية الثمن بالنسبة للموسم الجاري بسبب موجة الجفاف التي تعصف بالمناطق الرعوية والكثير من الموالين ضاقت بهم السبل جنوب ولاية البيض المعضلة هي نقص المغياثية وجل الموالين يكتسحون مساحات هامة بحثا على البديل لمعيشة الماشية ..
ومن جهة أخرى تحدث إلى الجريدة نهاية الأسبوع الماضي السيد قدوري الشيخ ممثل الموالين والفلاحين على مستوى ولاية البيض موضحا أن الأعلاف المدعمة من قبل الدولة غير متوفرة وغير منظمة حسب الإنشغالات المطلوبة الخاصة بالموالين لأن الجفاف أثر بتأثيرات سلبية والموالون مجبرين على معشية قطعانهم على الأعلاف التي وصلت أسعارها إلى حوالي 2600 دج للقنطار منها الشعير والذرة
*حفر الآبار
وكذلك أكد ممثل الموالين والفلاحين على المطالبة بحفر الأبارالارتوازية لاسيما بمنطقة " الفسدة " التي تعد من أكبر المناطق الرعوية جنوب ولاية البيض أين يتجمع وينتشر الموالين من مختلف مناطق الولاية وكذا الولايات السهبية الذين ينظمون هجرة جماعية سنويا نحو الجنوب والأهم ما طرح من مطالب الموالين أنهم يطالبون بفتح أبواب التعاونيات السابقة بالدوائر الكبرى ( APSS ) لتسهيل مهمة توزيع الأعلاف المدعمة على الموالين حيث أشار السيد قدوري بأن مصالحهم تحصي حوالي 30 ألف فلاح وموال المسجلين على مستوى الغرفة الفلاحية ويملكون بطاقات وكذلك المطالبة أن تشرف على عملية توزيع الأعلاف لجنة مكونة من الموالين الذين لهم خبرة ودراية بخبايا تربية المواشي مثلا بدائرة الأبيض سيدي الشيخ التي لها وزن بولاية البيض من حيث تربية المواشي وهذه الإجراءات كحلول مجدية في ظل نقص المغياثية على مراعي جنوب سبب لهم معاناة كبيرة مع موجة الجفاف السائدة وكذا نقص الإمكانيات منها قلة أبار السقي بالصحاري التي تضررت معظمها بالسيول منذ الفيضانات الأخيرة 2011مما يواجه سكان البدو صعوبة العيش خاصة في فصل الصيف بالكثير من الجهات ومناطق ترحالهم...
وللتذكير بان مع إقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك تنتشر الإسطبلات لتسمين المواشي بالكثير من مناطق الولاية خاصة المسماة " الزرائب " كلها من أجل تحضير الذبائح المناسبة وكسب الأرباح ..أما المصالح الفلاحية تنظم سنويا الكثير من الحملات الوقائية ضد الأمراض المعدية والمتنقلة عبر الحيوانات وبغض النظر عن الدعم اللوجيستيكي الذي تسارع به الدولة لحماية ثروة الماشية عبر كامل المناطق السهبية بالبلاد .